* **ليلى: حين يبتسم القدر في أروقة المستشفى**
ليلى، شابة في مطلع
العقد الثالث من عمرها، طالبة متفوقة في كلية التربية قسم رياض الأطفال بجامعة
القاهرة. كانت تمتلك روحًا طفولية ووجهًا بشوشًا ينم عن صفاء القلب ونقاء السريرة.
كانت ليلى معروفة بأخلاقها الرفيعة وتفانيها في خدمة الآخرين، مما جعلها محط إعجاب
وتقدير الجميع.
![]() |
| * **ليلى: حين يبتسم القدر في أروقة المستشفى** |
كانت ليلى تعيش مع
والديها وشقيقها الأكبر، ماجد، الذي يعمل مهندسًا في المملكة العربية السعودية. كان
ماجد متزوجًا ولديه ابنة صغيرة تدعى ريم، تعيش مع والدتها في منزل العائلة
بالقاهرة. كان ماجد يكنّ تقديرًا عميقًا لأخته ليلى، ويتمنى أن تحذو ابنته حذوها
في الأخلاق والقيم.
كانت ليلى ملتزمة دينياً
تحافظ على أداء الصلوات في أوقاتها وتقرأ وردًا يوميًا من القرآن الكريم. لم
تكن ليلى كغيرها من الفتيات اللاتي يستسلمن لأهواء العصر، بل كانت حريصة على صون
قلبها وعقلها، وتؤمن بأن الحب الحقيقي يأتي في إطار الزواج الشرعي.
- كانت ليلى تحظى بشعبية واسعة بين زميلاتها وصديقاتها، اللاتي يجدن فيها الصديقة المخلصة
- والناصحة الأمينة. في أحد أيام الصيف الحارة، تلقت ليلى دعوة لحضور حفل زفاف صديقتها
- المقربة، سلمى. استأذنت ليلى والدها في الذهاب إلى الحفل، فوافق بعد تردد، محذرًا إياها من التأخر
- في العودة بسبب ازدحام المدينة ليلاً. طمأنته ليلى بأنها ستعود برفقة صديقاتها، وأنها ستكون حريصة
- على الالتزام بالوقت.
ارتدت ليلى فستانًا
أنيقًا باللون الأزرق الفيروزي، واعتمدت مكياجًا خفيفًا أبرز جمالها الطبيعي. وبينما
كانت تهم بالخروج من المنزل، وجدتها ابنة أخيها، ريم، تنتظرها بابتسامة عريضة. لم
تستطع ليلى مقاومة إصرار ريم على مرافقتها إلى الحفل، فاصطحبتها معها.
في قاعة الاحتفالات الفاخرة
اجتمعت الصديقات وتبادلن أطراف الحديث والتهاني للعروسين. علقت نهى، إحدى
صديقات ليلى، على جمال العروس سلمى وتمنت أن يحالفها الحظ قريبًا وتجد شريك حياتها
المناسب. ردت عليها هدى، وهي صديقة أخرى، بدعوة مماثلة، متمنية السعادة والتوفيق للعروس.
ابتسمت ليلى وقالت: "أتمنى السعادة للجميع. أنا سعيدة جدًا بوجودنا معًا في
هذه المناسبة السعيدة، وأدعو الله أن نلتقي دائمًا في الأفراح."
- في الجانب الآخر من القاعة، كان يجلس أهل العريس، حسام، وأصدقاؤه المقربون. كان من بينهم
- رامي، ابن عم حسام وصديقه الوفي. كان رامي طبيبًا شابًا يعمل في أحد المستشفيات الحكومية. كانت
- والدة حسام تتمنى أن تراه عريسًا قريبًا، وتؤكد له أنه يستحق أفضل شريكة في الحياة. شكرها رامي
- على محبتها ودعواتها، وأكد لها أن الزواج قسمة ونصيب.
انسحب رامي من الحديث مع والدة حسام
وانضم إلى أصدقائه الذين كانوا يتناقشون حول جمال الفتيات الحاضرات
في الحفل. فجأة، توقف الحديث عندما وقعت عينا رامي على طاولة بعيدة تجلس عليها
ليلى وصديقاتها. لفت انتباهه جمال ليلى ورقتها، وشعر بشيء غريب يجتاح قلبه. عندما رأى
ابتسامتها، شعر وكأن قلبه يرقص فرحًا. لكن عندما لاحظ وجود الطفلة الصغيرة معها،
ظن أنها متزوجة، وصرف نظره عنها بحسرة.
- عادت ليلى إلى المنزل وأبدلت ملابسها، ثم استغرقت في نوم عميق. في المقابل، عاد رامي من حفل
- الزفاف ورأى ليلى في حلمه. استيقظ من النوم على صوت المنبه، متمنيًا أن يعود إلى ذلك الحلم
- الجميل.
مرت الأسابيع والأشهر،
وتدهورت صحة والدة ليلى فجأة، مما استدعى نقلها إلى المستشفى. هناك، التقى رامي
بليلى مرة أخرى. عندما رآها، شعر بنفس الشعور الذي انتابه في حفل الزفاف. كان قلبه
يخفق بسرعة، وشعر بفرحة عارمة لرؤيتها مرة أخرى.
استغل رامي الفرصة وتحدث مع ليلى ووالدها
مؤكدًا لهم أن حالة والدتها مستقرة، وأنها بحاجة إلى
الراحة والتغذية الجيدة. نظر رامي إلى يد ليلى بسرعة، فلم يجد بها خاتمًا. طلب
منهم زيارته في المستشفى بعد يومين للاطمئنان على صحة والدتها، وأعطاهم رقم هاتفه
للتواصل معه في أي وقت.
- عادت ليلى ووالدها ووالدتها إلى المنزل بعد الاطمئنان على صحة الأم. شكر والد ليلى ابنته على
- اهتمامها بوالدتها، وتمنى أن يرزقها الله بالزوج الصالح الذي يستحقها. ردت والدة ليلى بدعوة مماثلة
- متمنية أن تجد ابنتها السعادة والهناء في حياتها الزوجية.
بعد يومين، توجهت ليلى
ووالدتها إلى المستشفى لزيارة رامي. كان رامي ينتظر ليلى بفارغ الصبر، وظل يتساءل
عما إذا كانت ستأتي مع والدتها أم لا. وعندما دخلت ليلى ووالدتها إلى مكتبه، شعر
رامي بسعادة غامرة. طمأن رامي ليلى على صحة والدتها، وتمنى أن يراها مرة أخرى.
- عندما عادت ليلى إلى المنزل، تذكرت رامي والشعور الغريب الذي انتابها عندما رأته. حاولت تجاهل
- هذا الشعور، ودعت الله ألا يعلق قلبها بمن ليس من نصيبها. في المقابل، ظل رامي يفكر في ليلى
- ويتساءل كيف يمكنه رؤيتها مرة أخرى.
في أحد الأيام
تدهورت
صحة والدة ليلى مرة أخرى، وتم نقلها إلى العناية المركزة. كانت ليلى تبكي بحرقة،
فرآها رامي من بعيد وانفطر قلبه عليها. تمنى لو يستطيع أن يخفف عنها حزنها وأن يرى
والدتها بصحة جيدة.
- ذهب رامي ليطمئنهم، وظل بجانبهم طوال الليل. اتصل رامي بوالدته وأخبرها بأنه سيضطر إلى البقاء
- في المستشفى لمتابعة حالة إحدى المرضى. شكره والد ليلى على اهتمامه ورعايته، وأكد له أنهم لن
- ينسوا جميله. سمع رامي والد ليلى يقول إنها ترفض الكثير من العرسان لتظل بجانب والدتها، ففرح
- بهذا الخبر وتمنى أن يفوز بقلبها.
مرت الأيام ورامي وليلى
يتقابلان يوميًا في المستشفى. تعرف رامي على المزيد من التفاصيل عن حياة ليلى
وعائلتها، وشعر بأن حبه لها يزداد يومًا بعد يوم. كان رامي يدعو الله أن يكتب له
هذا الملاك من نصيبه، وكانت ليلى تدعو الله ألا يعلق قلبها بمن ليس من نصيبها.
- بعد أسبوع، تحسنت صحة والدة ليلى وخرجت من المستشفى. عندها، قرر رامي أن يفاتح حسام في
- الأمر، ويطلب منه أن يسأل زوجته عن ليلى. وبالفعل، تحدث حسام مع زوجته، وأخبرته عن أخلاق
- ليلى
الرفيعة وتدينها وحب الناس لها.
بعد ذلك، تحدث رامي مع
والديه، وأخبرهما برغبته في الزواج من ليلى. وافق الوالدان على الفور، واتصل رامي
بوالد ليلى وطلب منه تحديد موعد لزيارتهم والتقدم لخطبة ابنته.
عندما علمت ليلى بذلك،
سجدت لله شكرًا على نعمه، ودعته أن يوفقها في حياتها الجديدة. تم تحديد موعد
للخطبة، وأعربت عائلة ليلى عن سعادتها بقبول رامي عريسًا لابنتهم.
تمت الخطبة في جو من
الفرح والسعادة، وتعاهد رامي وليلى على بناء أسرة مسلمة ملتزمة بتعاليم الدين
الحنيف. وبعد فترة قصيرة، تم الزواج، وانتقلت ليلى إلى منزل زوجها.
كانت ليلى الزوجة
المثالية التي تسعى جاهدة لإسعاد زوجها والتخفيف عنه أعباء الحياة. وكان رامي
الزوج المحب الذي يقدر زوجته ويحترمها ويسعى جاهدًا لإرضائها.
عاش رامي وليلى حياة
سعيدة وهانئة، مملوءة بالحب والمودة والرحمة. وكان رامي يشكر الله تعالى في كل
لحظة على نعمة الزواج من ليلى، وعلى أنها أصبحت أميرة مملكته وشريكة حياته.

إرسال تعليق